وأنا أتصفح في النت نزلت 000كتاب الجاحظ 000وعجبني كثيرا وفيه كثيرا من الحكم والموعظة بالقصص وحبيت أكتب لكم كم موعظة بالقصص....
وإن شاءالله تعجبكم وتستفيدوا ...محاسن المخاطبات
حكوا أن المأمون (وهو الخليفة العباسي الشهير، ابن هارون الرشيد، الذي بلغت الدولة العربية في عصره أوج عزها وقوتها وثرائها) دخل ذات يوم الديوان (أي القاعة المخصصة للكتاب والموظفين في قصر الخلافة الفخم ببغداد) فنظر فرأى غلاماً جميلاً على أذنه قلمُ فسأله: "من أنت"؟.. فأجابه:
- أنا الناشئ في دولتك، المتقلب في نعمتك.. المؤمل لخدمتك. واسمي: الحسن بن رجاء.
فقال المأمون: بالإحسان في البديهة تتفاضل العقول.
وأمر بأن يرفع هذا الفتى عن مرتبة الديوان إلى مراتب الخاصة، ويعطى مائة ألف درهم تقويةً له.
وحكوا عن "ابن القرية" (وهو رجل من عامة الناس) أنه دخل على عبد الملك بن مروان (وهو الخليفة الأموي الشهير)، في قصره الفخم بدمشق، فبينما هو عنده دخل أولادُ عبد الملك، فسأله:
- من هؤلاء الفتية يا أمير المؤمنين؟
أجابه عبد الملك: هؤلاء ولدُ أمير المؤمنين.
قال: بارك الله لك فيهم كما بارك لأبيك فيك. وبارك لهم فيك كما بارك لك في أبيك. فسر الخليفة وشحن فمه دراً. (أي أنعم عليه بأموالٍ كثيرة) مكافأةً له على جوابه الحسن الجميل.
0000ضدّه0000
حكوا أن نحوياً متحذلقاً اسمه "أبو علقمة النحوي" أحس بمرضٍ فذهب إلى طبيبٍ بارع اسمه "أعين" فقال:
- إني أكلت من لحوم الجوازئ، وطسئت طسأةً فأصابني وجعٌ بين الوابلة إلى دأية العنق، فلم يزل يربو حتى خالط الشراسيف، فهل عندك دواء؟
فأجابه الطبيب الذي لم يفهم من كلامه شيئاً:
- نعم.. خذ خوفقاً وسربقاً ورقرقاً فاغسله واشربه بماء.
فقال: لا أدري ما تقول.
قال: ولا أنا دريت ما قلت.