كان طلحة بن عبيد الله رجلاً ثرياً غنياً، فقصده رجلٌ فقيرٌ ذات يوم، راجياً نيل مساعدة مالية منه، فوجده أمام بيته وقد شمر عن ذراعيه وهو يهنأ بعيراً (أي يداوي جملاً أجرب بأن يمسح جلده بالقطران، وهذا عملٌ يقوم به عادةً أجيرٌ صغير) فهمّ الرجل الفقير بأن يتراجع، فاستوقفه "طلحة" وسأله عن أمره فأخبره الصدق. فابتسم له طلحة وأمر خادماً له فجلب من البيت بدرةً (أي صرةً مليئةً بالنقود) وأعطاه إياها.
قال الرجل الفقير بعد أن شكره: أردت أن أنصرف حين رأيتك تهنأ البعير.
فابتسم "طلحة" وقال: هذا شيءٌ وذاك شيء.. إنا لا نضع الصغير ولا يتعاظمنا الكبير.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما أشرقت شمسٌ إلا ومعها ملكان يناديان، يسمعان الخلائق غير الجن والإنس،(وهما الثقلان): اللهم عجل لمنفقٍ خلفاً ولممسكٍ تلفاً،
وملكان يناديان:
- أيها الناس... هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى.